الأحد، 24 أكتوبر 2010

وتفكروا في حديث خير الخلق لأجميع ، صل الله عليه وعلى آله وسلم

1 ـ التأكيد على أمور العقيدة من أهم المهمات:
 وهذا يتضح من أحاديث الدجال في التركيز على عدة مهمات عقدية منها:
 أ ـ غرس توحيد الأسماء والصفات: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور"( رواه البخاري ح 7131).
ب ـ إثبات رؤية الله ـ تعالى ـ في الآخرة وعدم رؤيته في الدنيا: روى الإمام أحمد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس وهو يحذرهم فتنة الدجال: "تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه ـ عز وجل ـ حتى يموت"( المسند 5/433).
 ج ـ حسن الظن بالله ـ جل جلاله : روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة أنه قال: ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته وإنه قال لي: "ما يضرك منه؟" قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبلَ خبزٍ ونهر ماء. قال: "بل هو أهون على الله من ذلك"( البخاري ح 7122). قال النووي ـ رحمه الله ـ: قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ: المعنى: وهو أهـون على الله مــن أن يجعــل ما خلقه الله ـ تعالى ـ على يده مضلاً للمؤمنين ومشككاً لقلوبهم؛ بل إنه جعله له ليزداد الذين آمنوا إيماناً، ويثبت الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم، وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك(شرح مسلم 5/795).
 د ـ عظم التوكل على الله والالتجاء إليه :
قـال صلى الله عليه وسلم: "إن من بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ(متكسر من الجعودة) ثلاث مرات، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال: لستَ ربنا؛ لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان"( رواه أحمد 22648).
 2 ـ أن يعطي كل أمر حقه من العناية :
فينبغي أن يُحذَّر من الأمر الخطير بطريقة تختلف عن الأمر الأخف خطورة، وينبغي الأمر بالواجبات والفرائض بطريقة تختلف عن الحث على المسنونات والمستحبات، وللأسف فإن بعض الناس ـ هـداهـم الله ـ يجعل المكروه محرماً أثناء النهي، أو يجعل الصغيرة كـبـيـرة، بل يتعدى بعضهم ذلك وذاك إلى أن يجعل أحد خوارم المروءة من المحرمات. وانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحذر من الدجال بطرق وأساليب مختلفة متنوعة، ولماذا؟ لأن الدجال فتنة عظـيمة! أي عظيمة! فهو يدَّعِي الربوبية، بل يظهر له من الفتن الشيء العظيم، ومن ذلك ما أخرجه ابن ماجه عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قــال: "وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم! فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه يقولان له: يا بني اتبعه؛ فإنه ربك. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، ويمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت، فتمطر حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظم، وأمده خواصر، وأدره ضروعاً"( رواه ابن ماجه ح 4075).
 3 ـ لا بد من التوضيح والبيان وقت الحاجة : لذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال وصفاً دقيقاً في أكثر من حديث بينت صفته وأفعاله وكـذبه، وما يحتاجه المسلم لمواجهته، ومن أشملها ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنذرتكم فتنة الدجال؛ فليس نبي إلا أنذر قومه أو أمته، وإنه آدَمُ، جعدٌ، أعور عينه اليسرى، وإنه يمطر ولا ينبت الشجرة، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ولا يُسلط على غيرها وإنه معه جنة ونار ونهر وماء وجبل خبز، وإن جنته نار وناره جنة، وإنه يلبث فيكم أربعين صباحاً يرد فيها كل منهل إلا أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، والطور، ومسجد الأقصى، وإن شكل عليكم أو شُبِّه، فإن الله ـ عز وجل ـ ليس بأعور"( مسند الإمام أحمد 5/434).
 4 ـ الصبر والثبات على الحق؛ لا سيما مع ظهور الفتنة : وانظر إلى ذاك الرجل المؤمن الثابت الذي ما زاده فرقُه له فرقتين إلا بصيرة به وتكذيباً. ففي صحيح مسلم: "فيقول: أنت المسيح الكذاب، قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار(المنشار ) من مـفـرقــه حـتـى يـفـرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائماً. قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة"(صحيح مسلم ح 7243). قال النووي ـ رحمه الله ـ نــقــلاً عن القاضي عياض: "فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره"( شرح مسلم ، ص 7187).
 5 ـ الاهتمام بالنساء في الدعوة، والتأكيد على تعليمهن العلم الشرعي :
 والمرأة إذا لم تُرشد للخير فقد تنساق مع الشر، ومع قلة الدين في زمن ظهور الدجال تجد أن أكثر أتباعه النساء اللاتي يغتررن بالمظاهر والفتن والشبهات. أخرج الإمام أحـمــد عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فـيـكـــــون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه"( مسند الإمام أحمد 2/67).
 6 ـ الارتباط بالقرآن الكريم قراءة وحفظاً وحث الناس على ذلك : عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال"، وفي رواية: "من قرأ" الحديث (رواه مسلم ح 809) .
 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Subscribe Now: Feed Icon

أشفية وعلاجات الطاقة

أشفية وعلاجات الطاقة